مقالات

السُّوَيْداءُ: مَنِ الرَّابِح؟

كتب مخايل عوض

1

في كُلِّ أَزْمةٍ، وبَعْدَ أَيِّ اشتِباكٍ أَوْ حَرْبٍ، لا بُدَّ مِنْ حَصْرِ النَّتائِجِ ومَعْرِفَةِ الرَّابِحينَ والخاسِرينَ؛ فالحَرْبُ جَوْلَة، أَمْ مَعْرَكَة، أَكانَتْ كَبيرةً أَوْ صَغيرةً، تُنْتِجُ مُعْطَياتٍ تُؤَسِّسُ لِجَديدٍ غَيْرِ الَّذي كانَ، وَنَتائِجُها إِمّا جُزْئِيّةٌ تَتَراكَمُ، أَوْ نَوْعِيّةٌ تُغَيِّرُ ما قَبْلَها.
فَما بَعْدَ مَعْرَكَةِ السُّوَيْداءِ، قَطْعًا لَيْسَ كَما قَبْلَها.

2

انْفَجَرَتِ الأَزْمةُ بِمُبادَرَةٍ مِنْ سُلْطَةِ الجَوْلانِيِّ المُؤَقَّتَةِ، باتِّفاقٍ رُباعِيٍّ مَعَ إِسْرائيلَ وأَرْدوغان وأَمريكا، بِهَدَفِ تَعْزيزِ مَكانَةِ وسُلْطَةِ الجَوْلانِيِّ، وَتَقْديمِهِ قادِرًا عَلى تَوحيدِ سوريّةَ، وَإِقامَةِ حُكْمٍ مَتينٍ ومَرْكَزِيٍّ.
والجَوْلانِيُّ لا يَخْتَلِفُ عاقِلانِ بِأَنَّهُ مَنْدوبُ نِتِنياهو لإِدارَةِ سوريّةَ، بِالتَّقاطُعِ مَعَ أَرْدوغان.
الجَوْلانِيُّ لا يَلْوي عَلى شَيْءٍ، وَلَيْسَ لَهُ كُتْلَةٌ مُتَماسِكَةٌ، وَلا تَأييد أوَمُناصَرَة مِنَ السُّورِيّينَ، وَآليّاتُ تَسْليمِهِ السُّلْطَةَ وإِدارتَها دَليلٌ قاطِعٌ. فَقُوّتُهُ تَكْمُنُ بِفَصائِلَ أَجْنَبِيَّةٍ، كُلُّها مُصَنَّفَةٌ إِرْهابِيّةٌ فِي مَجْلِسِ الأَمْنِ، وَبِدُونِها لا يَسْتَطيعُ البَقاءَ يَوْمًا واحِدًا، بِالرَّغْمِ مِنْ أَنَّهُ مُحاطٌ بِالأَجْهِزَةِ الأَمْنِيّةِ التُّرْكِيّةِ وَالأَمْريكِيّةِ وَالإِسْرائيليّةِ. وَبِذَلِكَ، فَهُوَ وَفَريقُهُ أَشْبَهُ بِقُوَّةِ احْتِلالٍ خارِجِيٍّ، وَلَيْسُوا بِأَيِّ حالٍ – لا فِي الشَّكْلِ، وَلا فِي المَضْمونِ، وَلا فِي البِنْيَةِ، وَلا فِي العَقْلِيَّةِ وَالإِجْراءاتِ وَالمُمارَساتِ – يُطابِقونَ سوريّةَ وَقِيَمَها وَخاصِّيّاتِها، ناهِيكَ عَنْ أَنَّهُمْ مُعادونَ لِقِيَمِها وَلِمَصالِحِ شَعْبِها بِكافَّةِ تَشْكيلاتِهِم وَبِيئاتِهِم.

3
الجَوْلانِيُّ الَّذِي أَشْرَفَ عَلى تَدميرِ الجَيْشِ وَالأَجْهِزَةِ وَالدَّوْلَةِ، وَأَطْلَقَ يَدَ إِسْرائيلَ فِي تَدميرِ البُنى التَّحْتِيَّةِ، وَلاسِيَّما العَسْكَرِيَّةِ وَالأَمْنِيَّةِ، لِاسْتِبْدالِها بِفَصائِلِ الإِرْهابِ وَتَجْنيسِ عَناصِرِها وَتَولِيَتِهِم أُمورَ القِيادَةِ، أَصْبَحَ أَسيرًا لَهُمْ، وَكُلُّ فَصيلٍ يَعْمَلُ عِندَ جِهَةٍ دُوَلِيَّةٍ أَوْ لِمَشروعاتِهِ وَخُطَطِهِ وَلِرَأْسِهِ.
افْتَعَلَتْ مَشاكِلَ مَعَ العَلَويِّينَ وَأَطْلَقَتْ يَدَ الفَصائِلِ وَلَمْ تُحاسِبْ.
تَمَّ الاتِّفاقُ عَلى تَطْويعِ السُّوَيْداءِ وَأَهْلِها، إِلّا أَنَّ عُدَّةَ الجَوْلانِيِّ وَالفَصائِلِ تَصَرَّفَتْ عَلى ما شَبَّتْ عَلَيْهِ، فَانْفَجَرَ الاتِّفاقُ-المُؤامَرَة، وَاسْتُدْرِجَتِ الأَحْداثُ وَالاشْتِباكُ، فَقَدَّمَتْ لِنِتِنياهو الفُرْصَةَ وَالبِيئَةَ الَّتِي كانَ يَنْتَظِرُها وَاسْتَعَدَّ لَها.

4
كُلُّ وُعودِهِ وَإِغْراءاتِهِ وَأَجْهِزَتِهِ وَحُلَفائِهِ فِي السُّوَيْداءِ لَمْ تُنْتِجْ تَحَوُّلًا فِي إِرادَةِ غالِبِيَّةِ جَبَلِ العَرَبِ، وَلَمْ يَنْخَرِطُوا بِحُروبِهِ، وَلَمْ يَتَشَكَّلُوا جَيْشًا مُوازِيًا لِتَأمِينِ إِسْرائيلَ وَخُطَطِها.
وَلا قَبِلَ جَبَلُ العَرَبِ أَنْ يُوالِيَ الجَوْلانِيَّ وَالتَّفْريطَ بِسوريّةَ، وَالانْقِلابَ عَلى تَاريخِهِم وَتَضْحِياتِهِ وَمَكانَتِهِ.
فَحاوَلَ نِتِنياهو، عَبْرَ اتِّفاقِ إخْضاعِ السُّوَيْداءِ وَجَبَلِ العَرَبِ، إِلّا أَنَّ تَفَلُّت الفَصائِلِ وَعَجْزَ وَهامِشِيَّةَ الجَوْلانِيِّ وَجَماعَتِهِ فَرَضَتْ نَفْسَها، وَكادَ نِتِنياهو يَخْسَرُ الدُّروزَ فِي إِسْرائيلَ، وَهُمْ عِمادُ وَحَداتِ النُّخْبَةِ فِي جَيْشِهِ.
وَأَتَتْهُ الفُرْصَةُ، فَهُوَ بِحاجَةٍ لِأَزْماتٍ جَديدةٍ لِتَأْجيلِ مُحاكَمَتِهِ، وَلِتَأْجيلِ انْهِيارِ حُكومَتِهِ، وَانْفِجارِ أَزْماتِ إِسْرائيلَ.
وَالجَوْلانِيُّ رَجُلُهُ، وَأَرْدوغانُ حَليفُهُ، وبراك يَلْعَبُ لِتَأْمِينِ مَصالِحِهِ وَمَصالِحِ تَرَمْب وَوِيتْكوف وَفَريقِهِم؛ لا يُبالونَ إِنْ تَحَقَّقَتْ مَعَ الجَوْلانِيِّ وَالعِصاباتِ، أَوْ مَعَ أَرْدوغان، أَوْ مَعَ نِتِنياهو، إِلّا أَنَّ نِتِنياهو المُأْزومَ لا يَسْتَطيعُ المُناوَرَةَ فِي هذِهِ الأَزْمَةِ.

5
لَمْ يَنْفَجِرِ التَّحالُفُ الرُّباعِيُّ، وَلَنْ يَنْفَجِرَ، وَلَنْ يَشْتَبِكَ أَرْدوغانُ مَعَ نِتِنياهو، وَإِنْ بَلَغَتِ التَّعارُضاتُ حَدَّ التَّوَتُّراتِ؛ فَالاِشْتِباكُ تَحْتَ السَّيْطَرَةِ، وَلَوْ قَصَفَت الطَّائِراتُ الإِسْرائيليَّةُ مَقَرّاتِ الأَمْنِ وَالخُبَراءِ الأتْراكِ.
فَجَميعُهُمْ مُتَسانِدونَ لِتَحْقيقِ مَصالِحِهِم فِي سوريّةَ، وَمُسْتَقْبَلُهُمْ مَرْهونٌ بِتَطَوُّراتِها وَتَحَوُّلاتِها.
نِتِنياهو اسْتَثْمَرَ بِاللَّحْظَةِ، وَدَمَّرَ وَقَصَفَ لِتَأمِينِ دُروزِ فِلَسْطينَ، وَتَعْزيزِ التَّحالُفِ مَعَهُمْ، وَلِمُحاوَلاتِ تَجْنيدِ دُروزِ سوريّةَ وَلُبْنان.
الهَدَفُ غَيْرُ القابِل لِلتَّحْقيق، لَكِنَّهُ يُحاوِلُ.
أَرْدوغانُ وَباراكُ وَالجَوْلانِي خَضَعوا، فَلا أَدَواتَ وَلا قُدُراتٍ لَهُمْ.
تَمَّ الاتِّفاقُ، فَخَرَجَتْ عِصاباتُ الإِرْهابِ وَجَيْشُ الجَوْلانِي، وَسَلَّمَتِ السُّوَيْداءَ لِأَهْلِها، بِاتِّفاقٍ يَأْمَلُ الجَوْلانِي أَنْ يُخْرِجَهُ مِنَ المَأْزِقِ، وَنِتِنياهو يَفْتَرِضُ أَنَّهُ حَقَّقَ إِنْجازاتٍ تُضافُ لِرَصيدِهِ، وَأَرْدوغانُ تَلَقّى صَفْعَةً، وبراك عَرَفَ حُدودَهُ.
6

السُّوَيْداءُ وَجَبَلُ العَرَبِ رَدّت الاِعْتِبارَ لِنَفْسِهِا، وَأَجْهَضت مُؤامَرَةَ سَحْقِهِا وَالتَّنْكيلِ بِهِا وَإِخْصائهِا، وَالمَنْطِقيُّ أَنَّهُا تَعَلَّمت دُروسًا ثَمِينَةً، وَتَغَيَّرَتْ تَوازُناتُ بِنْيَتِهِا، وَقَطْعًا أَدْرَكت أَنَّها مَسْرَحٌ لِتَصْفِيَةِ حِساباتٍ وَلِإِخْضاعِ سوريّةَ وَتَغْيِيرِ بُنْيَتِها وَطَبائِعِها.
بِالرَّغْمِ مِنْ أَنَّ صِدْقِيَّتَها وَعُروبَتَها وَمَكانَتَها كَجَبَلِ العَرَبِ وَطائِفَةِ العَرَبِ المُوَحِّدينَ، مُسَّتْ سُمْعَتُها وَتُساقُ الاِتِّهاماتُ لَها، لَكِنَّها قادِرَةٌ، وَقَدْ لا يَطُولُ زَمَنُ تَصْحيحِ الأُمورِ وَاسْتِعادَةِ مَكانَتِها وَدَوْرِها وَتَاريخِها.
فَقَدْ أَصْبَحَتْ ساحةً وَمَسْرَحًا أَيْضًا لِحِمايَةِ العُروبِيّينَ وَالسُّورِيّينَ الوَطَنِيّينَ، وَبِإِمْكانِها أَنْ تَصيرَ عاصِمَةَ المُقاوَمَةِ الوَطَنِيَّةِ وَتَجْمِيعِ القُوى، وَلِلْفِعْلِ الإيجابيِّ فِي اسْتِعادَةِ سوريّةَ وَطَبائِعِها.
فَلَمْ يَنْتَهِ دَوْرُها، وَلا انْتَهى زَمَنُها.

7
الجَوْلانِيُّ وَعَنْتَرِيّاتُهُ تَمَّ خَصْيُهُ، وَزادَ انْكِشافُ وَظيفَتِهِ وَالدَّوْرِ الَّذِي انْتُدِبَ لَهُ، وَانْكَشَفَتْ حَقيقَةُ أَنَّ قُوَّتَهُ وَعُدَّتَهُ مُسْتَعارَةٌ، لا يَمُونُ عَلَيْها، بَلْ تُفْرَضُ عَلَيْهِ أَجِنْداتُها وَتَصَرُّفاتُها.
مَأْزِقُ الشَّرْعِ باتَ قاتِلًا، فَإِنْ تَخَلّى عَنِ الفَصائِلِ انْقَلَبَتْ عَلَيْهِ وَباتَ بلا حَوْلٍ وَلا قُوَّةٍ، وَإِنِ اعْتَمَدَها أَصْبَحَتْ وَبالًا وَسَبَبًا لِانْكِشافِهِ وَتَوْريطهِ.
براك، الَّذِي تَبَنّاهُ وَسَوَّقَهُ، أَدْرَكَ أَيَّ خَطَأٍ ارْتَكَبَ، وَأَيَّ رِهانٍ خاسِرٍ تَبَنّى.
أَرْدوغانُ أَدْرَكَ أَنَّهُ مَخْصيٌّ، وَأَنَّ فَصائِلَهُ السَّلْجُوقِيَّةَ لاِسْتِعادَةِ عُثْمانِيَّتِهِ البائِدَةِ عاجِزَةٌ وَمُنَفِّرَةٌ، وَسَبَبٌ لِخَساراتٍ تَتَتالَى.
نِتِنياهو مارَسَ البَلْطَجَةَ وَالعُدْوانِيَّةَ، لَكِنَّهُ انْكَشَفَ أَمامَ الدُّروزِ عامَّةً، وَدُروزِ جَبَلِ العَرَبِ خاصَّةً، أَنَّهُ يُتاجِرُ بِهِم، وَسَعْيُهُ فَقَطْ لِتَحْقيقِ مَصالِحِهِ الشَّخْصِيَّةِ.
لَولا تَهْديدُ دُروزِ فِلَسْطينَ، لَكانَ مَرَّرَ مُؤامَرَةَ إِسْقاطِ وَتَدْميرِ وَالتَّنْكيلِ بِطائِفَةِ المُوَحِّدينَ فِي سوريّةَ.
دُروزُ فِلَسْطينَ فَرَضوا نَفْسَهُم كَقُوَّةٍ مُؤَثِّرَةٍ فِي الكِيانِ، وَبَدَأَتْ تَتَكَشَّفُ مَصالِحُ نِتِنياهو مِنْ تَحالُفِهِ مَعَهُمْ وَاسْتِخْدامِهِم، وَطَبائِعِهِ كَالكِيانِ غَيْرِ الوَفِيِّ وَغَيْرِ المُلْتَزِمِ بِتَعَهُّداتِهِ، إِلّا تَحْتَ الإِلْزامِ وَالتَّهْديدِ وَالضَّغْطِ.
عَلَّهُ تَتَّسِعُ دائِرَةُ الوَعْيِ وَانْكِشافِ إِسْرائيلَ عِنْدَ دُروزِها.

8
سوريّةُ الخاسِرُ الأَكْبَرُ، فَبِنْيَتُها تُدَمَّرُ، وَإِمْكاناتُها تُنْهَبُ، وَتَتَحَوَّلُ عَلى غَيْرِ عاداتِها وَطَبائعِها، مِنْ لاعِبٍ مِحْوَرِيٍّ، سَيِّدِ أَمْرِهِ، إِلى مَسْرَحٍ وَساحَةٍ يُعْبَثُ بِها، وَتُسْتَخْدَمُ لِتَصْفِيَةِ حِساباتٍ وَتَعْديلِ تَوازُناتٍ، وَكُلُّ الجارِي عَلى حِسابِها.
السُّنِّيَّةُ الشّامِيَّةُ، بِكُلِّ أَطْيافِها وَمَكانَتِها الدِّينِيَّةِ وَالاقْتِصادِيَّةِ وَالاجْتِماعِيَّةِ وَمَصالِحِها، مُسْتَهْدَفَةٌ، وَالدور عَلَيْها.
فَبَعْدَ مَجازِرِ السّاحِلِ وَمَجازِرِ جَبَلِ العَرَبِ، وَاحْتِلالِ إِسْرائيلَ وَنَهْبِها الثَّرَواتِ وَالمِياهَ وَالمَواقِعَ الحاكِمَةَ فِي جَبَلِ الشَّيْخِ وَالقُنَيْطِرَةِ وَدَرْعا وَالسُّوَيْداءِ وَريفِ دِمَشْقَ، وَتَحَكُّمِها بِالجَوْلانِي الَّذِي أَصْبَحَ مَخْصِيًّا، وَيَتَحَوَّلُ إِلى مُنَفِّذٍ لِأَجِنْداتِ نِتِنياهو.
فَمِنَ المَنْطِقيِّ أَنْ تَبْدَأَ حَراكًا، وَأَنْ تَنْهَضَ مِنْ كَبْوَتِها، فَكُلُّ الظُّروفِ تَتَوافَرُ لِنَهْضَتِها، وَاسْتِعادَةِ مَكانَتِها، وَرَدِّ مُحاوَلاتِ تَهْمِيشِها، وَانْتِزاعِ دَوْرِها وَمَكانَتِها.
وَنُهُوضُها غَيْرُ مُسْتَبْعَدٍ، وَإِنْ فَعَلَتْها دِمَشْقُ وَحَلَبُ وَحَماةُ وَحِمْصُ وَدَيْرُ الزُّورِ، سَتَبْدَأُ رِحْلَةُ الإِنْقِلابِ التَّاريخِيِّ، وَتُؤَسِّسُ لِحُقْبَةِ التَّحَوُّلاتِ الاِسْتِراتِيجِيَّةِ، وَكُلُّ المُؤَشِّراتِ تَدُلُّ عَلى دُنُوِّ زَمَنِها.

9
السُّورِيُّونَ جَميعًا خاسِرونَ مِمّا جَرى وَما يَجْري، إِنْ لَمْ يَنْهَضوا لِمَصالِحِهِم، وَلِاسْتِعادَةِ قِيمَتِهِم وَكَرامَتِهِم، وَيَفْرِضوا وَحْدَتَهُم الوَطَنِيَّةَ النِّضالِيَّةَ، كَما هِيَ طَبائعُ وَتَقالِيدُ الشّامِ.
وَالظُّروفُ وَالبِيئاتُ ناضِحَةٌ وَمَوْفُورَةٌ وَحافِزَةٌ.
فَالجَوْلانِي وَسُلْطَتُهُ تَبَيَّنَتْ طَبيعَتُها وَوَظيفَتُها وَهامِشِيَّةُ قُوَّتِها وَقُدُراتِها، وَالأَطْماعُ الخارِجِيَّةُ باتَتْ ظاهِرَةً وَعَلَنِيَّةً، لا لَبْسَ فيها.
وَالْجَوْلانُ وَفِلَسْطينُ هُما أَوَّلًا قَضِيَّةٌ سُورِيَّةٌ شامِيَّةٌ، وَأُضِيفَتْ إِلَيْها المُحافَظاتُ الأَرْبَعُ، وَالسِّيادَةُ، وَالكَرامَةُ، وَالمَكانَةُ.

هَلْ تَسْتَعْجِلُ مَعْرَكَةُ السُّوَيْداءِ، وَانْطِلاقُ مُقاوَمَةٍ شَعْبِيَّةٍ وَعَسْكَرِيَّةٍ سُورِيَّةٍ وَشامِيَّةٍ؟
نُرَجِّحُ هذا، وَنَنْتَظِرُ بَوادِرَها العَمَلِيَّةَ.
هَلْ يَهْرُبُ الجَوْلانِيُّ وَفَصائِلُهُ؟ لا نَسْتَبْعِدُها.
هَلْ تَنْفَجِرُ أَجْهِزَةُ سُلْطَةِ الجَوْلانِيِّ وَتَنْفَرِطُ؟ الاِحْتِمالُ وارِدٌ.
فَالحَقائِقُ أَصْبَحَتْ واضِحَةً وَعِيانِيَّةً.
الأَكاذِيبُ وَالتَّهْوِيلُ وَالاِحْتِفالاتُ بِهَزيمَةِ النِّظامِ أَخَذَتْ مَداها، وَتَبَيَّنَتْ خَلْفِيّاتُها وَنَواتِجُها.
البِيئَةُ فِي حالَةِ غَلَيانٍ، وَتَمادِي نِتِنياهو يُوَفِّرُ الفُرَصَ لِبِدْءِ مُقاوَمَةٍ، ما أإنْ تُفَعَّلَ بَعْضُ القُدُراتِ، حَتّى تُوضَعَ نُقْطَةٌ، وَيَبْدَأَ أَوَّلُ سَطْرٍ فِي عَوْدَةِ الشّامِ.
وَسَتَعودُ، وَلَنْ تَطُولَ غَيْبَتُها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *