لبنان ليس للبيع… ومن قدّم الشهداء لا يخضع لابتزاز توم باراك ولا لرئيسه
بقلم: الإعلامي علي أحمد المدير العام لموقع “صدى فور برس”
أثارت تصريحات المبعوث الأميركي توم باراك، التي وصف فيها لبنان وكأنه منتجع للسوريين ولوّح بإعادة ضمه إلى بلاد الشام، استياءً واسعًا في الأوساط الوطنية، لما تحمله من استخفاف فاضح بالسيادة اللبنانية، وانتهاك فجّ لكرامة الشعب اللبناني وتضحياته.
إن هذا الكلام يكشف مجددًا العقلية الاستعمارية التي يتعامل بها بعض المسؤولين الأميركيين مع شعوب المنطقة، ويندرج في إطار سياسة الفرض والوصاية وتفكيك الأوطان لمصلحة مشاريع النفوذ والنفط والغاز.
لكن فاته أن لبنان ليس منتجعًا لأحد، ولا ساحة مستباحة لتصفية الحسابات. فلبنان بلد المقاومة، بلد الدماء والشهداء، بلد القادة الذين استشهدوا دفاعًا عن السيادة والكرامة اللبنانية، وحمايةً لاستقلاله، ورفضًا للغطرسة الصهيونية، منذ عقود وحتى اليوم.
لبنان قدّم آلاف الشهداء من أبنائه، لا من أجل أن يُهان، بل ليبقى وطنًا حرًا، سيّدًا، مستقلًا. ومن قدّم الدماء لا يمكن أن يسمح لمبعوث أو سفير أو مشروع مشبوه أن يتحدث بهذه الطريقة الاستعلائية.
وهنا، لا بد من سؤال مشروع:
أين السياديون من هذا الكلام المهين؟
أين أولئك الذين يرفعون راية السيادة ليل نهار، ثم يصمتون أمام محاولة واضحة لإعادة لبنان إلى حقبة التبعية؟
لماذا هذا الانبطاح؟ وأين السيادة الوطنية والكرامة الوطنية؟
هل سيأتي يوم يشعر فيه هؤلاء بمعنى الانتماء الحقيقي؟ بمعنى أن يكون للمرء وطن، لا مصالح شخصية وأجندات مرتهنة؟
ونتمنّى على جميع الأطراف السياسية الأخرى أن تُبيّن لنا وطنيّتها، لا بالأقوال بل بالمواقف، وأن تتلاقى معنا في القضايا السيادية والوطنية الكبرى، لأن لبنان هو وطن نهائي لجميع أبنائه، لا مجال فيه للمساومة على الكرامة والسيادة.
لبنان لن يُباع، ولن يُلحَق بأحد، لا من بوابة السياسة ولا من فوهة التصريحات الوقحة.
سيبقى لبنان بلد التنوع، بلد المقاومة، بلد الكرامة الوطنية، محميًا بأبنائه الأحرار، وجيشه، ومقاومته.
ولن تنجح أي جهة داخلية أو خارجية في طمس هويته أو التلاعب بمصيره.