مقالات

تواطؤ العالم ضد محور المقاومة: بين المصالح والصمت الدولي

بقلم فاطمه بشير اللبابيدي

في خضم الصراعات الجارية في الشرق الأوسط، يبرز ما يُعرف بـ”محور المقاومة” كقوة إقليمية تسعى لمواجهة الاحتلال الصهيوني والتدخلات الغربية في المنطقة. يضم هذا المحور أطرافاً فاعلة مثل فلسطين، حزب الله في لبنان، سوريا، إيران، والحشد الشعبي في العراق، إلى جانب حركات مقاومة أخرى. إلا أن هذا المحور يواجه اليوم تواطؤاً عالمياً متزايداً، يتجلى في أشكال مختلفة من الضغوط السياسية والعقوبات والحملات الإعلامية الممنهجة.


أوجه التواطؤ الدولي

  1. الازدواجية في المعايير

بينما يُبرر الغرب دعمه لأوكرانيا تحت شعار “مقاومة الاحتلال”، يُصنّف حركات المقاومة في فلسطين ولبنان كـ”إرهابية”، رغم أنها تدافع عن أراضيها المحتلة. هذا التناقض يكشف عن معايير مزدوجة تحكم السياسة الدولية.

  1. العقوبات الاقتصادية والسياسية

تعاني دول المقاومة، مثل إيران وسوريا، من عقوبات خانقة تهدف إلى كسر إرادتها ومواقفها السياسية، وليس فقط التأثير على حكوماتها. الشعوب تدفع الثمن، لكن الهدف يبقى ضرب العمق الاستراتيجي للمقاومة.

  1. الضغط الإعلامي والتضليل

تلعب وسائل الإعلام الغربية والعربية المتحالفة دوراً في تشويه صورة المقاومة، حيث تُعرض كأدوات للفوضى بدلاً من تسليط الضوء على جرائم الاحتلال والدور الحقيقي لهذه القوى في حماية أوطانها.


لماذا هذا التواطؤ؟

السبب الأساسي يكمن في تضارب المصالح؛ فمحور المقاومة يقف ضد الهيمنة الغربية والصهيونية، ويُهدد مصالح القوى الكبرى في المنطقة، خصوصاً فيما يتعلق بالنفط، الأمن الإسرائيلي، وتوازن القوى الإقليمي. لذلك، فإن إضعاف هذا المحور يخدم أهداف قوى الاستعمار الحديث.


دور الشعوب الحرة

ورغم كل هذا التواطؤ، تبقى الشعوب الحرة، العربية والعالمية، سنداً معنوياً لمحور المقاومة. من التظاهرات في الغرب الداعمة لغزة، إلى حملات المقاطعة والتضامن، هناك وعي شعبي يتنامى ويدرك من هو المعتدي ومن هو المدافع عن قضيته.


خاتمة

تواطؤ العالم ضد محور المقاومة لن يوقف هذا المحور عن أداء دوره التاريخي في الدفاع عن الأرض والكرامة. المقاومة لا تتغذى فقط من السلاح، بل من الإرادة والإيمان بعدالة القضية، وهذا ما لا يستطيع أي تواطؤ أن يهزمه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *