تجمع علماء المسلمين: صوت الوحدة في زمن التفرقة
بقلم فاطمه بشير اللبابيدي
في عالم يزداد فيه الانقسام، وتتصاعد فيه الفتن الطائفية والمذهبية، برز تجمع علماء المسلمين كمنارة فكرية وروحية، تسعى إلى جمع كلمة الأمة، وتوجيه بوصلة المسلمين نحو القضايا الكبرى، وعلى رأسها تحرير القدس والدفاع عن كرامة الأمة.
تأسس تجمع علماء المسلمين انطلاقًا من حاجة الأمة إلى مرجعية علمية موحدة، تكون مستقلة عن الانتماءات السياسية والمذهبية، وتُعلي من صوت الإسلام الحقيقي، الإسلام الذي يدعو إلى الوحدة، والتسامح، والجهاد في سبيل القيم والحقوق، لا من أجل مصالح ضيقة.
هذا التجمع لا يقتصر دوره على الجانب الفقهي أو الديني، بل يتعداه إلى ميدان العمل المقاوم، والدفاع عن القضايا العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. إذ يرى أن العلماء ليسوا حراس نصوص فقط، بل هم مشاعل نهضة، وروّاد تغيير، ومجاهدون بالكلمة والموقف.
وفي أكثر من محطة مفصلية، كان لتجمع علماء المسلمين مواقف مشرفة، سواء في وجه الاحتلال الإسرائيلي، أو في مقاومة التطبيع، أو في نصرة شعوب مظلومة من اليمن إلى سوريا، ومن العراق إلى لبنان. ويُحسب لهذا التجمع أنه لطالما دعا إلى الوحدة الإسلامية كركيزة مركزية لمواجهة الاستعمار، والتكفير، والانقسام.
ولا يخفى أن هذا الدور يتعرض لمحاولات تشويه أو تهميش من بعض الأنظمة أو الجهات التي تخشى من صوت العلماء المستقلين. ولكن قوة هذا التجمع تكمن في مبدئيته، واستقلاله، وإيمانه بأن الإسلام لا يُجزَّأ، وأن العالِم مسؤول أمام الله قبل أن يكون تابعًا لأي سلطة.
الختام:
إن تجمع علماء المسلمين يمثل نموذجًا لما يجب أن يكون عليه العالِم المسلم في عصر التحديات: ثابتًا على المبدأ، ناطقًا بالحق، مدافعًا عن المظلوم، ورافضًا لكل أشكال الفتنة والتبعية. وفي زمن اختلطت فيه الأصوات، يبقى هذا التجمع صوت العقل، وصوت الأمة، وصوت القدس.