خذلان الدول العربية لفلسطين: الواقع والمأساة المستمرة
بقلم فاطمه بشير اللبابيدي
منذ نكبة عام 1948 وحتى اليوم، لا تزال القضية الفلسطينية محوراً مركزياً في وجدان الشعوب العربية، لكنها في الوقت ذاته تواجه خذلاناً متواصلاً من الأنظمة العربية. وبينما يدفع الشعب الفلسطيني ثمن الاحتلال والعدوان بشكل يومي، تتخذ بعض الدول العربية مواقف تتراوح بين الصمت، التطبيع، أو الدعم اللفظي الذي لا يترجم إلى أفعال حقيقي
مظاهر الخذلان
التطبيع مع الاحتلال: في السنوات الأخيرة، شهدنا اندفاع عدد من الدول العربية نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل دون تحقيق أي مكاسب للشعب الفلسطيني. هذا التطبيع أعطى شرعية للاحتلال وساعده في تجاوز العزلة الدولية.
التقاعس عن الدعم السياسي والاقتصادي الحقيقي: على الرغم من الخطابات الرنانة في القمم العربية، لم تقدم الحكومات العربية دعماً سياسياً حقيقياً أو مساعدات اقتصادية فاعلة توازي حجم معاناة الفلسطينيين، لا سيما في غزة المحاصرة.
إغلاق الأبواب في وجه اللاجئين: في كثير من الأحيان، تُغلق الحدود في وجه اللاجئين الفلسطينيين، ويُعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية في بعض الدول، رغم أن معاناتهم ناتجة عن الاحتلال الذي يعاني منه الجميع نظرياً.
الأسباب والعوامل
تتعدد أسباب هذا الخذلان، منها:
الضغوط الدولية، خصوصاً من الولايات المتحدة.
سعي بعض الأنظمة للحفاظ على سلطتها عبر التحالفات الخارجية.
غياب الإرادة السياسية والضعف الداخلي لدى كثير من الحكومات.
الشعوب مقابل الأنظمة
رغم مواقف الأنظمة، لا تزال الشعوب العربية تعبر عن تضامنها مع فلسطين في كل مناسبة. المظاهرات، الحملات الشعبية، والمساعدات الفردية كلها تؤكد أن فلسطين لم تسقط من وجدان الشعوب، بل من حسابات السياسة الرسمية.
خاتمة
خذلان الدول العربية لفلسطين ليس قدراً محتوماً، بل نتيجة اختيارات سياسية يمكن تغييرها. وحتى يحدث ذلك، يبقى الأمل معقوداً على وعي الشعوب وقوة المقاومة الفلسطينية في وجه الاحتلال والغدر معاً.