مقالات

صمت الأمة الإسلامية عن قتل أهل غزة: جرح في كرامة الأمة

بقلم فاطمه بشير اللبابيدي

في ظل العدوان المستمر على قطاع غزة، تتوالى صور القتل والدمار والمعاناة التي يتعرض لها أهل القطاع، دون تمييز بين طفل أو امرأة أو شيخ، وبينما تئن غزة تحت وطأة الاحتلال والحصار، يسود صمت مريب في أرجاء العالم الإسلامي، وكأن غزة ليست من جسد هذه الأمة.

غزة… الجرح النازف

غزة اليوم ليست فقط مدينة محاصرة، بل رمز لصمود شعب أعزل يواجه آلة حرب لا ترحم. يُقتل الأطفال وهم نيام، تُهدم البيوت على رؤوس ساكنيها، وتُقطع الكهرباء والماء، في مشهد يُفترض أنه يستفز ضمير الإنسانية بأسرها، فكيف إذا كان الحديث عن ضمير الأمة الإسلامية؟

أين الأمة من هذا الظلم؟

الأمة الإسلامية، الممتدة من إندونيسيا إلى المغرب، تضم أكثر من مليار ونصف مسلم، وتملك من الموارد والثروات والإمكانات ما يؤهلها للضغط السياسي والدبلوماسي، بل وحتى الإغاثي، لإنهاء معاناة أهل غزة أو التخفيف عنها. لكن، أين هذه الأمة؟ لماذا هذا الصمت الرسمي، والتقاعس الشعبي في كثير من الأحيان؟

أسباب الصمت

لا يمكن إنكار أن هناك عوامل عدة ساهمت في هذا الصمت، منها:

الانشغال بالصراعات الداخلية والحروب الأهلية.

التبعية السياسية للأنظمة لبعض القوى الدولية.

التخوف من توتير العلاقات مع “الحلفاء”.

ضعف الوعي الشعبي، وتراجع الشعور بالانتماء لقضايا الأمة الكبرى.

لكن… الصمت خيانة

مهما كانت المبررات، فإن الصمت عن المجازر التي يتعرض لها شعب مسلم، هو خيانة لقيم الإسلام، التي تدعو إلى نصرة المظلوم، ورفض الظلم، والتضامن مع المستضعفين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.”

خاتمة

غزة ليست بحاجة فقط إلى بيانات الشجب والإدانة، بل إلى مواقف عملية، سياسية واقتصادية ودبلوماسية، وإلى تفعيل دور الشعوب في الضغط على حكوماتها. فصمتنا اليوم، هو بمثابة رضا ضمني عن الجريمة، وتخلٍ عن أهلنا في لحظة هم بأمس الحاجة فيها إلينا. وإن لم ننتصر لغزة الآن، فمتى؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *