أخبار لبنان

 الدكتور حدرج: دعوة الشيخ قاسم للسعودية تصحيح مسار لا تنازل

اثارت دعوة سماحة الأمين العام الشيخ نعيم قاسم زوبعة من التأويلات سواء في صفوف المؤيدين والمعارضين المحبين والمبغضين ووضعت في عدة أطر منها انسجام مع عودة الانفتاح الايراني على المملكة وأخر وضعها في اطار التنازلات التي يفرضها واقع حزب الله المتأزم سياسيا ،عسكريا وماليا

بينما الحقيقة من وجهة نظري هي أمر أخر تماما فيبدو ان البعض انتقد وحلل دون ان يقوم بتشريح لهذه الدعوة فأولا فيما يتعلق بالسير خلف طهران فقد سبق وان وصلت العلاقات الايرانية السعودية الى افضل مستوياتها برعاية صينية الا ان نهج الحزب في الداخل اللبناني لم يتغير تجاه المملكة مما ينفي تماما هذه الفرضية .

ثانيا ان تكون هذه الدعوة ناتجة عن ضعف في موقف المقاومة فهذا قد يكون ممكنا في حال كانت الدعوة مرفقة باستعداد الحزب لمناقشة الانضمام الى معسكر الدبلوماسية ودعوات السلام بينما الدعوة أتت عكسية ومن موقع القوة واستنادا الى الوقائع المستجدة على الارض ان لجهة التعرض لسيادة وأمن المملكة عدة مرات من خلال دعوة نتنياهو لتوطين الفلسطين على الارض السعودية او اعلانه اراضي المملكة كجزأ من اسرائيل الكبرى وصولا الى العدوان على قطر والذي يمثل اعتداءا على دول الخليج مجتمعة فأتت دعوة الأمين العام السعودية الى اعادة النظر بسياساتها والالتحاق بركب الدول والحركات التي تعتبر اسرائيل هي مصدر الخطر وليس اي احد أخر وبالتالي فأن قاعدة الأرتكاز لهذه الدعوة تبدأ بأعتراف السعودية بالعدو المشترك مع المقاومة ومحورها وهو الأسرائيلي وبالتالي فأن هذه الدعوة أتت على قاعدة المطالبة بتصحيح المسار السعودي وليس العكس

اما الرد السعودي فقد جاء مناقضا لواقع الحال بأنها تتعاطى مع الدول وهو أمر غير صحيح فالسعودية قاطعت الدولة اللبنانية بعهد الرئيس ميشال عون ونسجت علاقاتها مع القوات اللبنانية وبعض الاحزاب الاخرى وفي سوريا حاربت الدولة الشرعية ومولت حركات ارهابية لتقويض الدولة وكذلك تفعل في كل الملفات الاخرى في ليبيا والسودان وغيرها .

هذه دعوة تنطلق من المسؤولية الشرعية بأن تفتح الباب امام من ضل الطريق للعودة الى رشده وعلى اقل تقدير تكون قد القيت الحجة عليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *