أخبار لبنان

أميركا هي عنكبوت الأرملة السوداء تأكل وليفها بليلة عرسها…!

د. علي حمية*

هل محاولة السيطرة على العالم بالنار أصبحت وشيكة؟
هل قاعدة باغرام العسكرية هي المؤشر الأكبر؟
إلى أين وصل تكوين الأحلاف استعداداً للحرب العالمية الثالثة وجعلها جبهة وليس جبهات متفرّقة؟
عودة أميركا ولو بالقوة الى قاعدة باغرام العسكرية الأميركية في أفغانستان، على الرغم من أنني ما زلت أعتقد أنّ خروج أميركا منها كان خروجاً وهمياً، وتهديداً أميركياً “إسرائيلياً” للصين باتهامهما بمحاصرة الصين للكيان الصهيوني اقتصادياً، وتوجيه ترامب توبيخاً لبوتين، والاعتداء الأميركي الصهيوني من قاعدة العديد على قطر وتحويلها لعدوّ مباشر بحجة احتضان قادة “حماس”، بالإضافة إلى اتهام قطر بمحاصرة “إسرائيل” إعلامياً، وهناك تقرير عسكري أميركي يقول انّ أميركا قد أبطلت جواً مفعول صاروخ “إسرائيلي” كان يستهدف السعودية مستغلة توقيت الاعتداء الأميركي على قطر، حيث انّ وقت مهاجمة السعودية لم يحن بعد نظراً لوجود مهمة جديدة للسعودية والإمارات والدور عليهم يأتي لاحقاً.
تعتقد مراكز الأبحاث الأميركية أنّ قطر وتركيا ومصر عاجلاً أم اجلاً سيكونون في الحلف الآخر، ولن يتحمّلوا أمام شعوبهم كلّ الاعتداءات الصهيو أميركية على غزة وعليهم، ويضيفون انّ أوروبا وأميركا وحلف الناتو لا ثقة لديهم بتركيا أساساً، ولكن حاجتهم لها أثناء الحرب الباردة واليوم بحرب أوكرانيا يجعلهم يتريّثون بضربها او تقسيمها او حتى التخلص منها ويعطونها وعود ازدهار كاذبة.
وبسياسة تقطيع الأوصال يتم توجيه السعودية إلى اتفاق دفاعي مع باكستان، ولكن، هل هو بوجه أميركا و”إسرائيل” للدفاع عن أمة العرب ومن أجل دولة فلسطين وقضيتها، أم من أجل استكمال اتفاقية حلف أبراهام لتعميق الخلافات العربية والإسلامية وإبعاد التحالف الباكستاني التركي الإيراني عن التحقق؟
المحاور تتغيّر وتتبدّل وسورية هي نقطة الارتكاز في كلّ الخيارات الحاسمة للمنطقة.
تركيا ستخسر كثيراً من قطع مسار العمق الاستراتيجي لها الباكستاني الإيراني في حال تأزمت علاقتها بأوروبا، وان حالة تركيا لم تعد تحتمل الوقوف بين بيت الطاعة الأميركي لمساندة أوكرانيا او مجاملة روسيا وغضّ النظر عن جرائم الكيان الصهيوني ضدّ غزة، وأنه في حال كانت فكرة التحالف الدفاعي السعودي الباكستاني فكرة أميركية فإنها لربما أيضاً لإعادة ملف “عاصفة الحزم” ضدّ اليمن مجدّداً لأنّ العدوان الإسرائيلي والأميركي والغربي لم يقدر على اليمن، وإنّ تجدّد الحرب عليه هو مطلب “إسرائيلي” وتكون من باب حجة طائفية كاذبة مجدّداً تغذيها الصهيو ماسونية أميركية إعرابية،
كيف يمكن لحليفي أميركا أن تعاهد الاولى باكستان وتعاهد الثانية الهند وهما نقيضان؟
فدولة الإمارات تغازل الهند بتوقيع معاهدة لربما تكون أقوى من تلك بين باكستان والسعودية، ولكن للوهلة الأولى يعتقد البعض بأنّ ذلك هو تباين في الرؤى والأحلاف، لكن الأمر ليس كذلك، وفي حال كان تدبيراً أميركياً، وأنا أعتقد ذلك، فهو لإعادة جرّ الهند وباكستان معاً لحلفها وعن طريق الأعراب دافعي الجزية لأميركا وعبيدها، وكي تكونا حلقة وصل مرحلية بين باكستان والهند ضدّ الحلف المضاد لأميركا و”إسرائيل” عالمياً.
ولكن السؤال لماذا؟
إنها حرب الأحلاف واستكمال اتفاقية أبراهام من ضمنها استخدام دول بحروب التفافية ضدّ الصين وإيران وروسيا وإضعافهم ومن ثم التحلي بأكل الباقي من دول اتفاقية أبراهام لانتفاء الحاجة وهم ممن يعتقد انه حليف ومطبّع مع أميركا و”إسرائيل”.
أميركا و”إسرائيل” هما عنكبوت الأرملة السوداء التي تأكل زوجها بعد زواجهما وبليلة الفرح.
ولكن ما سبب محاولة التقارب من السعودية وبالأخص ما جاء في خطاب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم؟ ذلك لمعرفة سماحته أنّ هناك حلفاً جديداً يتحضّر ويتمنّى من موقع الحرص على أن تكون كلّ الدول العربية فيه لمواجهة العدو الصهيوني المشترك، وكيف لا يرى هؤلاء اللاهثون وراء اتفاقية أبراهام وحلفه بأنهم التالي على مائدة ترامب ونتنياهو؟
سماحته يلقي الحجة لمن يهتمّ ان يكون إلى جانب الحق. كيف لا يفقهون وأميركا أدلت بالفيتو رقم 6 لصالح “إسرائيل” وضدّ غزة حتى لا تتوقف مجازر الصهاينة بحق أبناء فلسطين؟
المحاور تتغيّر وتتبدّل وسورية هي نقطة الارتكاز في كلّ الخيارات الحاسمة، أميركا تحاول فصل سورية عن محيطها وتقسيمها إلى سوريات كي لا تقوم لها قائمة. تفاهم مرتقب خلال ساعات باتفاق أمني بين العدو الصهيوني وسورية قلعة العروبة الى أين سيصل والدبابات الإسرائيلية على أبواب دمشق.
هل سيتحرك الدم العروبي في سورية حاملاً السيف الدمشقي لقتال “إسرائيل” حيث فاق الإذلال كل توقع على سورية؟
لذا تحاول أميركا بضربة أخيرة ولربما تكون قاتلة باستغلال السعودية والإمارات لتصديع أيّ تحالف إسلامي عربي أو غير عربي من خلال اتفاقيات دفاع مشترك ولكن ضدّ من؟
أرجو أن تكون السعودية والإمارات حقاً مستيقظتين لما يجري، وأن تكونا أقله ضمن الحرب الصامتة لحين انجلاء الأمور، وإلا فإنهما العريس التالي لعنكبوت الأرملة السوداء…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *