أخبار لبنان

المفتي شريفة: الظلم الأكبر السكوت على مذبحة غزة وإعدام الحياة في الجنوب

قال المفتي الشيخ حسن شريفة خلال خطبة الجمعة من مسجد الصفا: “لا نحتاج من يحرضنا على بعضنا باسم المبادئ والقيم،   بل نحتاج إلى المصلحين، وأصحاب الكلمة الطيبة،وأهل الضمير،  في وقت نفتقر إلى أبسط مقومات العيش الكريم، ولا نجد دواء، ولا طبابة، ولا كهرباء، ولا أمن لمستقبل أطفالنا. لا نحتاج من يعيدنا إلى صفحات غابرة من التاريخ،  يتحدث عن ظلم العثمانيين ومصادرتهم للمواشي وخيرات البلاد،  وكأن ما نشهده اليوم من قهر وفقر ونهب منظم أقل فظاعة! العثمانيون صفحة في كتابكم، تقلبونها متى أردتم التهرب من المسؤولية،  وتلهون بها الناس عن حقوقهم،  بينما الحاضر ينزف والمؤسسات تنهار والفساد ينخر ما تبقى من ثقة في الدولة،  والأمل يدفن كل يوم تحت ركام الوعود الكاذبة والخطب الجوفاء”.

اضاف:”الحقيقة تقول:  الظلم الحقيقي ليس في ما مضى، بل في ما أنتم عليه الآن.  والظلم الأكبر هو السكوت على مذبحة غزة وإعدام الحياة في الجنوب ،  كل ذلك باسم الحياد والمراهنة على أميركا التي هي اصل البلاء ، والظلم أيضا التنكر لتضحيات المقاومين المجاهدين الذين بذلوا دمهم وفاضت ارواحهم دفاعا عن الأرض والكرامة. الهوة تتسع  بين  الشعارات التي ترفع وبين الواقع المرير ،  كفى متاجرة بالشعوب!  كفى تحريضا وهميا، وتاريخا مشوها، وخطبا بلا فعل! ها هي إسرائيل تزداد عربدة   يوما بعد يوم ماذا فعلتم سابقا للجنوب؟ وماذا انتم فاعلون اليوم؟، أليست المقاومة ردة فعل على الاحتلال؟ لماذا تسايرون المجرم وتلومون الضحية؟  من هنا، علينا أن نراجع ذواتنا، ونقلع عن أساليب الإنكار والمراوغة،  ونتطلع إلى غد جديد، برؤية جديدة، وعدة جديدة، ومسار عقلاني واضح”.

ورأى  أن “انعقاد القمة العربية الاسلامية علامة خير، لكن كنا نتمنى أن يكون التركيز على منطقة الوجع لبنان وغزة وتكون ردة الفعل الطبيعية قطع العلاقات مع اسرائيل، والاقلاع عن وهم الديانة الإبراهيمية التي هي مقدمة للإطباق على الدين الإسلامي وافراغه من مضمونه”. 

ختم:”أما ما ورد في البيان الختامي فنؤيده،  بخاصة تأكيد  “الأمن الجماعي والمصير المشترك للدول العربية والإسلامية”.ذلك هو الأساس لتعاون حقيقي،  ربما يعيد إطلاق مشروع السوق العربية والإسلامية المشتركة،  ويحيي الصناعات الوطنية، لتكون المدماك الذهبي  في بناء قلعة عربية إسلامية متينة، سيدة، حرة، وصاحبة قرار فالقوة الاقتصادية لا تقل أهمية عن القوة العسكرية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *