ثقافة وفن

الأديبة السهيل حاضرت عن “الطلاق والعنف الأسري” : جرح غائر في جسد المجتمع يدمر الثقة والأمان داخل الأسرة

حاضرت الأديبة والكاتبة الدكتورة سارة طالب السهيل في ديوان شراكسة عمان، حول “الطلاق والعنف الأسري”. 
وادار المحاضرة الدكتور أحمد بوران، في حضور مهتمين وباحثين. وقالت: “ان الطلاق يعتبر من أخطر المشكلات الاجتماعية التي تترك بصمة عميقة في الأسرة والمجتمع على حد سواء، فهو ليس مجرد إنفصال بين زوجين، بل إنهيار لمنظومة كاملة من العلاقات والعواطف والذكريات، وقد يترك آثارا نفسية واقتصادية صعبة على الأبناء تحديدا، فهم أكثر من يدفع الثمن نتيجة غياب الاستقرار وفقدان الحماية الأسرية”.

أضافت :”وعلى الرغم من أن الطلاق قد يكون أحيانا حلا أخيرا لتفادي حياة قائمة على النزاع المستمر، إلا أنه يظل حدثا يجب التعامل معه بحكمة وترو، ومحاولة تقليل آثاره السلبية عبر الحوار و الدعم النفسي، والتفاهم على مصلحة الأبناء قبل أي اعتبار آخر”. 
واكدت “ان العنف الأسري هو جرح غائر في جسد المجتمع، إذ يدمر الثقة والأمان داخل الأسرة التي يفترض أن تكون الملاذ الأول للحب والاحترام. وهو لا يقتصر على العنف الجسدي فحسب، بل يشمل العنف النفسي واللفظي والاقتصادي الذي ينهك الضحايا ويتركهم في دائرة من الخوف والانكسار”.

اضافت:”إن استمرار هذه الظاهرة يخلق أجيالاً تعاني من الاضطرابات النفسية والعزلة، وقد تنعكس آثارها على سلوكهم في المستقبل. ولذا فإن مواجهة العنف الأسري تحتاج إلى وعي مجتمعي واسع، وتشريعات صارمة، ودعم مؤسساتي يضمن للضحايا الحماية والقدرة على استعادة حياتهم بكرامة وأمان”. 

وحول العلاقة بين الطلاق والعنف الأسري قالت السهيل:”كثيرا ما يكون العنف الأسري أحد أبرز أسباب الطلاق، إذ تفقد الحياة الزوجية معناها حين تتحول من سكنٍ ومودة إلى ساحة صراع وإيذاء. وعندما يغيب الاحترام والأمان، يصبح الطلاق حلاً مؤلماً ولكنه ضروري لإنقاذ الضحايا، خاصة الأطفال والنساء. ومن هنا تتجلى أهمية الوقاية المبكرة عبر نشر ثقافة الحوار، وتعزيز قيم الاحترام المتبادل، وتدريب الأزواج على إدارة الخلافات بطرق بناءة بعيدا عن العنف والانفصال””، معتبرة “أن العنف يشكل خطرا مباشراً على الهوية الإنسانية والثقافية والأخلاقية، إذ يبدد القيم التي يقوم عليها المجتمع السليم، في حين أن الطلاق لا يقتصر أثره على الأسرة فقط”.

وأشارت  إلى “أن العنف غالبا ما يبدأ من البيت، لينتشر لاحقا في فضاءات أوسع داخل المجتمع ومواجهة هذه الظواهر تكون عبر التوعية والتمكين الأسري”،مؤكدة “أهمية التوعية والإعلام في معالجة قضايا الطلاق والعنف الأسري”، مبينة أن الإعلام الواعي والمسؤول يشكل خط الدفاع الأول في توجيه الرأي العام، ونشر ثقافة الحوار والتفاهم داخل الأسرة”. 
وركزت السهيل على “دور الدولة ومؤسساتها الذي لا يقل أهمية، إذ يقع على عاتقها وضع التشريعات والبرامج الوقائية، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للأسر، بما يسهم في الحد من انتشار هذه الظواهر وتعزيز الاستقرار المجتمعي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *