في الثالث من أيار من كل عام يحتفل العالم بحرية الصحافة، لكن في فلسطين ولبنان لا مجال للاحتفال هذا العام، ففي ظل الحرب التي اندلعت في 7 من أكتوبر تحولت الكاميرا من أداة توثيق إلى هدف عسكري، وسقط الصحفيون بالعشرات في واحدة من أكبر المجازر الإعلامية في العصر الحديث.
وفق بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة استشهد حتى الأول من مايو 2025 ما لا يقل عن 211 صحفيا غالبيتهم جراء استهدافات جوية مباشرة ومتعمدة، نفذتها طائرات الاحتلال الإسرائيلية.
وبموازاة اغتيال الأرصاد دمرت أكثر من 48 مؤسسة إعلامية بفعل القصف، من بينها مقرات إذاعات وتلفزيونات ومراكز إنتاج مثل مكتب قناة العالم في غزة.
ومع استمرار منع دخول الصحافة الأجنبية وانقطاع الاتصالات المتكرر تحول الصحفي الفلسطيني إلى العدسة الأخيرة في توثيق المجازر، لكن العدسة نفسها باتت تستهدف عمداً، في سياسة واضحة لإسكات الصوت وكسر الصورة.
في الضفة الغربية والقدس لم تكن الحرب أقل ضراوة على الصحفيين، لكنها اتخذت طابعا قمعياً ممنهجاً، فقد رصد اعتقال أكثر من 85 صحفيا منذ بداية الحرب.
وتوثقت عشرات الإصابات بالرصاص وقنابل الغاز، كما سجلت اعتداءات مباشرة، ومنع تغطيات وتكسير معدات إعلامية، إلى جانب هجمات متكررة شنها مستوطنون وجنود الاحتلال ضد الصحفيين في ساحات المسجد الاقصى والبلدة القديمة.
أما في جنوب لبنان فقد وثقت نقابة المحررين ومؤسسات دولية استشهاد 12 صحفياً منذ اندلاع الحرب، بينهم ستة سقطوا أثناء تغطيتهم الميدانية رغم ارتدائهم سترات الصحافة المميزة.
تقارير أممية ومنظمات مثل مراسلون بلا حدود ولجنة حماية الصحفيين وصفت الهجمات بأنها متعمدة وتشكل انتهاكا فاضحا للقانون الدولي الإنساني الذي يحرم استهداف الصحفيين بصفتهم مدنيين محميين بموجب اتفاقية جنيف.
في اليوم العالمي لحرية الصحافة لا يطلب الصحفي الفلسطيني أو اللبناني جائزة أو درعا بل يطلب فقط أن لا يستهدف وألا يقتل، لأنه ينقل الحقيقة.. يرفع الميكروفون في وجه الرصاص، ويدفن أحيانا بلا صورة، لأنه كان من يصنعها.
قناة العالم